2024 التصنيف
47/ 180
٦٩٫١٧ :مجموع
مؤشر سياسي
75
51.63
مؤشر اقتصادي
37
59.46
مؤشر تشريعي
57
70.19
مؤشر اجتماعي
35
77.38
مؤشر أمني
54
87.20
2023 التصنيف
57/ 180
٦٧٫٦٦ :مجموع
مؤشر سياسي
112
50.15
مؤشر اقتصادي
52
55.02
مؤشر تشريعي
64
69.03
مؤشر اجتماعي
49
78.28
مؤشر أمني
37
85.82

بينما تزخر بولندا بمشهد إعلامي متنوع، لا تزال درجة الوعي العام بحرية الصحافة منخفضة إلى حد ما. فعلى مدى سنوات الحكم الثمانية التي قضاها حزب القانون والعدالة في السلطة، حوَّلت الحكومة وسائل الإعلام العامة إلى أدوات للدعاية، بينما كثَّفت ضغوطها على وسائل الإعلام الخاصة. لكن فوز المعارضة في انتخابات 2023 مثِّل فرصة سانحة للنهوض بالحق في الوصول إلى المعلومات.

المشهد الإعلامي

تتسم السوق الخاصة بالتعددية نسبياً، تتخللها وسائل إعلام مستقلة مثل قناة تي في إن و صحيفة غازيتا فيبورتشا اليومية وموقع أونيت الإخباري، أصبحت وسائل الإعلام العامة عبارة عن أدوات للدعاية في ظل الحكومة السابقة، ولا سيما قنوات تي في بولونيا التلفزيونية، بينما استحوذت أورلين - وهي شركة نفط مملوكة للدولة - على شبكة الصحف المحلية "بولكا برس".

السياق السياسي

منذ وصول ائتلاف دونالد تاسك إلى السلطة في مطلع عام 2024، تراجعت وتيرة الهجمات اللفظية والإجراءات السالبة للحرية التي تشنها الحكومة ضد وسائل الإعلام الخاصة. أما وسائل الإعلام العامة، فهي عرضة لمعركة سياسية بين الحكومة الجديدة - التي تنفذ إصلاحات هشة - والمؤسسات التي يسيطر عليها حزب القانون والعدالة، الذي كان يقود الحكومة السابقة.

الإطار القانوني

رغم أن الدستور يكفل حرية الصحافة ومعها الحق في الوصول إلى المعلومات، إلا أن الحكومة السابقة حاولت في السنوات الأخيرة  تقييدها من خلال تشريعات محددة بذريعة، على سبيل المثال، محاربة التجسس والنفوذ الروسي. وفي هذا الصدد، لم يتمكن الصحفيون بين سبتمبر/أيلول 2021 ونهاية 2022 من التنقل والعمل بحرية على الحدود مع بيلاروسيا، حيث قُتل عشرات المهاجرين، من بين المئات الذين حاولوا دخول بولندا. هذا وتقع الهيئة العامة لتنظيم قطاع الإعلام تحت إدارة أشخاص عيَّنهم حزب القانون والعدالة، حيث تعمل على كبح التقارير الصحفية المزعجة من خلال اللجوء إلى القضاء متذرعة بحماية "أسرار الدولة". كما أن سرية المصادر مكرسة بموجب القانون، ومع ذلك، فإن السلطات تعمل جاهدة على تقويضها في بعض الحالات. هذا ويظل القانون البولندي يعاقب بالسجن على "إهانة" بعض المؤسسات الوطنية.

السياق الاقتصادي

بينما تتولى الدولة تمويل الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، تعتمد وسائل الإعلام الخاصة على نظام الاشتراك مستفيدة من كبر حجم السوق البولندية نسبياً، رغم المحاولة الفاشلة لإضعاف هذا النموذج من المنابر الصحفية، عبر ضريبة خاصة تستهدف عائداتها من الإعلانات. فقبل عام 2024، كانت السلطات تخصص الإعلانات العامة بالأساس لوسائل الإعلام الموالية للحكومة، وذلك من خلال تدابير يلفها غموض تام، بينما كانت "الجرائد الحكومية المحلية" (الصادرة بفضل المال العام) تشكل منافسة قوية للصحافة المستقلة في سوق الإعلانات.

السياق الاجتماعي والثقافي

أدى الاستقطاب المتزايد في المجتمع إلى تنامي الهجمات اللفظية على الصحفيين، الذين يحاول المواطنون المحافظون ثنيهم عن تغطية المواضيع المتعلقة بمجتمع الميم أو النوع الاجتماعي، بينما لا يزال التجديف جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن. ومع ذلك، تحظى وسائل الإعلام المستقلة بدعم قوي من شريحة كبيرة من البولنديين، الذين احتجوا مثلاً على القانون المتعلق بشراء تي في إن.

الأمن

بعد أن بلغ ذروته في عام 2020 أثناء "الإضراب النسائي"، انخفض مستوى العنف الممارس ضد هذه الحركة، سواء من الشرطة أو من الجماعات المتطرفة المعارضة لتلك الاحتجاجات. لكن الهجمات على الصحفيين أظهرت أن قوات الأمن لا تستطيع حمايتهم بشكل فعال أو ضمان حقوقهم أثناء المظاهرات. ففي عام 2021، أقدمت الشرطة عمداً على منع الصحفيين من تغطية أزمة اللاجئين بالقرب من الحدود مع بيلاروسيا، وذلك من خلال أسلوب الاعتقالات التعسفية التي كانت عنيفة في معظم الحالات.